بيـــداغوجــيا
التحـــكم.
ما دام المــربي هو من يمثل ضمير الأمة
و يحمل طموحاتها و آمالها بات هو المسؤول
عن التربــية والعلـــم والمعرفة وغرس حب الوطن و الولاء له .فـكان لـــزاما
عليه
أن يرتقي بنفسه إلى مستوى هذا التنافس ليكوّن الإنسان ويكسب الرهان.
ولقد تغيرت النظرة الى التعليم في عالمنا
اليوم،حيث لم يعد التركيز على المعرفة فحسب وانما على اكتساب الوسائل المؤدية
اليها وتطويرها ،ومن هذا المــنظور ينبغي أن يكون التعليم مثقفا و محفزا و فعالا
في آن واحد.وعلى هذا الأساس يتغير دور المدرس إذ
يصبح
و بالدرجة الأولى مصمّما للنشاطات التعلمية المثيــرة لفكر المتعلم و في حين آخــر
يقوم بممارسة طرق البحث عن المعرفة المهنية واكتسابها،وبالتالي يخطو وبثبات نحو
الاتصاف بما يعرف ب[ بيـــداغوجـــيا التحــــــــــكم].
والتي
تبنى شيئا فشيئا وعلى أسس منهـــا :
-
الالتزام الشخصي و الشعــور بالفاعليـــة الذاتية.
-
بعث و إرساء العلاقات الثنائــية المتمفصلة،وبالتــالي التمكن حقا من التواجد في
قلب منظومة التعلم للقيام و في مساحات واسعة بتقديم الدعم وبناء الكفاءة العامة و
المنهجية النفعية . ولعل المنهج من أهم المباحث
التي على المدرس الخوض في غمار معرفتها
و ما
سنعرضه هو بمثابة قطرة من بحر اسمه – علم المناهج-
إن مصطلح[ منهج] يعود في أصله الى كلمة
لاتينية معناها - ميدان- أو- حلبة سباق – لكن في مجال التربية فهو كلام عن كيفية
اختيار و تنظيم المحتوى الذي يشمله المنهج.وحسب أحد التعاريف فان المنهج : يشير ضمــنا
أو يتحدث صــراحة عن طرق تدريسية معينة سواء حتّـــم ذلك طبيعة الأهداف أو طريقة
تنظيــم المحتـــوى.
وعلى ضوء ما تعرفه المنظومة الوطنية من
ورشات إصلاحية وتوفيرا للمادة الفكرية التي تساعد على الاطلاع عما تتضمنه مجالات
المناهج ومركباتها من تطــور بهدف التحسين ها نحن في المعترك و أمام مناهج
جديدة و مستحدثة .
انك
زميلي المدري إذ تمارس و تشارك في كل هذا فأنت تكمل مشوارا لم يتمه غيـرك لتوصل
محطة بأخرى وتربط حلقة بأخرى ،ذلك لأن صناعة المنهج الـذي بيـن يديــك
مرت
بكثير من المراحل والمحطات الرسمية وفق ما تتطلبه آليات صنع المناهج حيث:
بدأ كفكرة
وبعد استشارات و توجيهات اتخذت قرارات ليشرع في هندسـة هذا المنـهج .
ثم
يشرع في بناءه وبعدها تقييمه أثناء عملية التخطيط ،وأثناء عملية التجـريب الأوّلي
ثم
يقوّم بعد عملية التجريب الموسعة والتي تبق رهينة أن يتم المدرسون مشاركاتهم في
ورشات
التنصيب و الإثراء و التعديل .... وهي
المحطة الأخيـــرة في مشوار صناعة
المنهج
وتعرف هذه المرحلة باسم : مرحلة تحسين المنهج (تطوير).
فما
هي مرحلة التحســـين ؟
إن تحسين المنهج هو عملية تحظى باهتمام
الأفراد و الجهات المختصة بالتعلم
المدرسي
ذلك أنه عملية فقط إجراء تنقيحات و تعديلات ليست كبيرة ولا جوهرية ،ولذا
تعتبر
عملية ليست بذات الخطورة أو النتائج القوية الأثر .
لكن
و بالرغم من أنها عملية مأمونة العواقب إلا أن قبول الأفراد بها ليس بهذه السهولة
فالبعض يرى أنها تغييــر للمنهج فيأتي " طابا "- وهو أحد الأعلام المختصين في علم
المناهج- ليعرّف لنا المصطلحين حتى نعي جيدا ما الفرق بين التحسين و
التغيير،فيقول:
إن تحسين المنهج
:هو عملية تؤدي الى تبديل نواح معينة في المنهج دون المساس
بالمفاهيم
الأساسية و الطرق التنظيمية الجوهرية فيه.
بينما
تغيير المنهج : هو عملية تؤدي الى تحوّل كامل
للمنهج بكافة محتوياته و اهتماماته
و
أنشطته و آلياته التنظيمية .
لعل و من خلال هذه التوطئة ، يتضح لنا
أمر ما نحن مقبليـن على القيام به من خلال تنصيب و تطبيق أي منهج من المناهج
المستحدثة وفي كل المستويات وعلى جمـيع
الأصعدة مما يستوجب علينا التجند
بتوفير جميع شروط العمل الهادف و مستلزمات المهمة المنوط بنا في إدارة
مسارنا المهني الذي تعدّى حجرة الدرس - شئنا أم أبينا – لنسهم على
في
تثمين جهود من سبقونا بالمبادرة و عبء المسؤولية ،وسنحقق إن شاء الله أداء جيدا.
و لابد من الإشارة هنا الى نقطتين
هامتين متعلقتين بطبيعتي التحسين و التغيير
أولاهما
: وجوب العلم بأن التحسين هو أمر واقع لا محالة .
ثانيتهما
: عدم إمكانية الحكم من مبدأ الجودة و الســوء.اذ يحكم على مسار المنهج فقط
من
مبدأ الخطأ و الصواب.
و
وفق هذا المنظور و ما دام لا مناص من التعديل و التحسين فالأفضل أن يكون من
قبل
و مشاركة الجميع لكن تحت إشراف من يتسمون بالحكمة والحنكة والرشاد و بعد
النظر تجنبا لاعتماد العشوائية و الارتجالية أو
الاستجابة و الانصياع لظروف معينة.
وفي الأخير نختم هذا التدخل بمقولة فرضت
حضورها رغم اختلاف مجالها
وهي
المقولة التاريخية للشهيد البطل "محمد العربي بن
مهيدي" رحمه الله حين قال :
[
القــوا بالثــورة الى الشــارع ، سيحتضنــها الشــعب ]
إيمانا
بقضيته و مصداقية لرسالتنا وعلى خطب مقولته نقول :
[
القــوا بالمناهـج الى المـدارس ، سيحتضنـها المدرســون ]
وعليه
نأمل أن يكون نتاج تجمعنا هذا وكل أعمالنا نتاج خير و منفعة لصالح الفرد و الأمة
وأن
تسود روح المسؤولية و المبادرة ، والأجر لمن اجتهد حتّى إن لم يصب.
المدرس :
محفـوف الناصـر
ملتقى تنصيب السنة الرابعة ابتدائي.
اكمالية هواري بومدين.ونــــــــــزة.
13 و 14 مـــــــــاي 2006 م.
الجمعة 2 ديسمبر - 8:01 من طرف sandos
» هوّارةُ البَربـرُ البَرانِـسُ:07
الأربعاء 23 نوفمبر - 7:25 من طرف Brahim Mosbah
» هوّارةُ البَربـرُ البَرانِـسُ:06
الأربعاء 23 نوفمبر - 7:24 من طرف Brahim Mosbah
» هوّارةُ البَربـرُ البَرانِـسُ:05
الأربعاء 23 نوفمبر - 7:18 من طرف Brahim Mosbah
» هوّارةُ البَربـرُ البَرانِـسُ:04
الأربعاء 23 نوفمبر - 7:15 من طرف Brahim Mosbah
» هوّارةُ البَربـرُ البَرانِـسُ:03
الأربعاء 23 نوفمبر - 7:13 من طرف Brahim Mosbah
» هوّارةُ البَربـرُ البَرانِـسُ:02
الأربعاء 23 نوفمبر - 6:55 من طرف Brahim Mosbah
» هوّارةُ البَربـرُ البَرانِـسُ:01
الأربعاء 23 نوفمبر - 6:53 من طرف Brahim Mosbah
» توماس اديسون واختراعاته
الإثنين 31 أكتوبر - 0:05 من طرف محمد